[postlink]http://medboukerch.blogspot.com/2011/06/blog-post_1308.html[/postlink]http://www.youtube.com/watch?v=7K5Z8YmhzzIendofvid
[starttext]
[starttext]
الفنانة التشكيلية (حنان الشندي)/ ينبغي ان يكون للعاطفة الواعية ضمن مدركات تراكم المعرفة وثراء تنوعها ان تستند الى ما ذهب اليه”كاندنيسكي“ في فهمه والاعلان اعترافا بما يفضي من كون المشاعر الاولية كالخوف والحزن والفرح قد كفت في ان تكون موضع اهتمام الفنان لأنه سيحاول ان يثير مشاعر اكثر عمقا وصعوبة بل حتى اكثر رقة في تحويلها الى كلمات او صور،
ومثلما يحتاج الفن الى عقل يحتاج الى القلب بوابة ومركز كل العواطف ومنجمها الابدي، علينا ايضا إعادة إدراك العمق او تحسسه كونه حالة من حالات الوعي في زيادة ذلك التراكم المعرفي، اذ لم يعد الفن تعبيرا وجدانيا محضاً بل هو ذلك التجانس النوعي في اشتراطات وحدات وعلاقة، تعدت السائد وعمقت لغة التحاور والتعبير في اسمى محافل ما ارادت ان تصل عليه الحداثة، وما سعى اليه الفن الحديث
عموما في توريد مقاصده ومغامرات من سار في حقل الغام التجريب وصولا فيما نحن عليه وضع قيم جمالية فنية احيت مجددا فضل ثراء البحث في عموم المعرفة وتزايد رصيد العلم والفن معا، سنحاول المثول دخولا في مسالك الرسم فحصا وتقيما منسجما مع ما ذهب اليه في مسك العصا ما بين العاطفة والعمق وما ستفصح عنه التجارب الواعية لدورها وواجبها الابداعي وهي تسقي جذورها من نبع الاحساس وبذلك الشعور الحضاري لقيمة وجودها على أرض وعينا وعمق ما تركت الحقب وتوالي الحضارات.
وفق شرط معاكس لقيمة العمل الفني الذي لم يعد منجزاً بل اثر يجتاز ويفوق المتوالد والمتعارف والسائد في زوايا النظر للموضوع، يقينا ان اللاشكلية هي اسم آخر للتجريد الذي سنمر عليه ونلامس جوهر محدداته ونحن نتابع محاولات تجربة تمتلك خواص ومقومات الاحتفاء بها وتقييم ابعاد مراميها بعد معاينة وفحص لعدة مستويات ومشاركات تنوء بادراك مسؤولية التقييم لما قدمت الفنانة التشكيلية ”حنان الشندي“ حين تجاوزت الحدود التي تكبل جمال الحياة ورعبها، المصير، الزمن، الجمال، الحب، نحو المطلق في كل هذه القيم والمفاهيم، اردت مدخلا ، نهاية ما توصلت اليه”حنان“ أعني التجريد ومهارات اللعب الحاذق على السطح التصويري، اللعب ليس بما يوازي المكر او الخداع، بل اجراءات الكشف عن فضائل المعتم وتحريك السكون بذلك الجمال النابع من لغة الحوار العميق مع الذات والوجود”المهم ان نضع الجمال لا ان نفهمه“ يزيد هذا القول الاقرب من جنون الشعر الى الحكمة من وهج الجمال اكثر لكي يعاني سلطة السحر الحلال، على اعتبار الجمال وعداً بالسعادة كما يدعي”ستندال“، ولكي افرغ تهمة اعتناء المرأة بالجمال الكاذب والتزويقي في طرح معاملات ارتباطها بالفن، رسما لكني اجد العودة مدخلا آخر لبدايات ما رسمت الفنانة ”بكالوريوس كلية الفنون الجميلة/بغداد“ وأعني الطبيعة منجم ذلك التحاور مع الموجودات وتوارد هذا الخلق الرباني على جسد وعمق اعماق الارض، يقف الرسم لدى حنان الشندي مرهونا بتطويع خامات الوعي لقابلياتها وصدق محتويات موهبتها الى جوهر ذلك السحر والحنو والكرم والبذل والسخاء الذي تعطيه لنا أمنا الطبيعة، ينسى الناس كما يقول”بيكاسو“:”ان كل شيء فريد فالطبيعة لا تنتج الشيء ذاته مرتين“ بفهم عمق كهذا وإعادة التلويح بأن الاخلاص دائما يتخطى العقبات، فضلا عن كون التجسيد قد يعدل عملية نسخ حق الشيء وينطبق هذا كما تقول بعض الدراسات على الفن البدائي، اذ انه ليس تجسيدا بل هو بديل عن الشيء المجسد، او كما كان ولع الفنانين الواقعيين في رسمهم وفهمهم للواقع، لكن كما يذهب احدهم بالقول - على طريقة الرجل الصيني الذي قال:”انني لا اقلد الطبيعة بل اعمل كما تعمل“ إن شجرة واحدة مثلا نتفحصها هياما بقدرة ومعجزة الخلق والالق توجز كل خلاصات الجمال الاخرى وتجاوراتها، فكيف بالوصول والهيام والفحص الى رحم الارض وما تعطي، لقد شغلت الطبيعة وشيدت منها ”حنان الشندي“ اولى لبنات وعيها التشكيلي باعلان موهبتها لبواكير الاشياء واتخذت منها ممرا اوليا وتمرينا نحو عالم الخط واللون، والظل والضوء وما ينتج عنهما من صراع احتفالي، بتنامي غريزة البحث عن مرامي البحث وأهمية الرسم الاكاديمي بكل حسابات النسب وحسبان ما يجب ان يكون عليه الشكل منفذا بالزيت او الاكريلك او الالوان المائية واية مادة اخرى تحلم بان تتحول الى اثر او عمل فني، ومع تطلعات الفنانة الشندي / تولد بغداد 1971 كانت مع المؤسسين لجماعة الحس المشترك للفنون واسهمت باعمال متقدمة في معرض الفنانين الشباب / قاعة حافظ الدروبي- بغداد ومعرض جمال الطبيعة الاول في ذات القاعة احتفاءً بذكرى رحيل الفنان الاستاذ المبدع محمد صبري كذلك معرض جماعة الطبيعة على قاعة زاموا- السليمانية عام 2003 ومعرض حس انساني بالتعاون مع منظمة حقوق الانسان على قاعة اسفار في بغداد وقبلها المعرض التأسيسي للحس المشترك للفنون، احاول هنا الوقوف على مفصل هذ التنامي قبل الدخول بدخول هذه الفنانة عالم التجريب كونها اسست خطوات جادة للخروج من اطر الاشياء المألوفة في الرسم بحثا عن تميز وخصوصية ارتسمت نحو ما كانت تبغي من تجديد وتأكيد عبر مراس ومحاولات قراءة وتدريب ترادف بالتخطيط ، بالمناورة مع كل مقتربات الرسم، واستشمار كل طاقات الورقة البيضاء وهي تشترط الوحدة مع نفسها عاملا مساندا واستظهار مكامن تجربتها مع رهط من الفنانين الذين استهواهم العمل واللعب الماكر مع السطح في استثمار موجودات المحيط، كما فعل من قبل رائد هذا الاتجاه في العراق الراحل الكبير”شاكر حسن آل سعيد“ لقد كانت مثابات البداية لدى حنان كما اشرنا هياما بسحر الطبيعة وجماليات المكان ولتعبر قناطر ذلك الاهتمام نحو التجريد والتجريب اللذين اغويا ملكاتها وطوق عاطفتها نحو خلاصات روح المادة وجوهر الاشياء، امتثالا واعيا لما يصبو اليه التجريب ونزوعه بالخروج من التقاليد الفنية المألوفة والرغبة في ارتياد آفاق بكر واستكشاف عوالم مجهولة لم يطأها احد من قبل، كيف استهوت الفنانة هذه العوالم وامتحنت مهاراتها ومديات مخيلتها خاصة وان للمرأة في خارطة التشكيل العراقي حظا قليلا في الدخول الى مغامرات وافلاك هذا الاتجاه المحيطي في الرسم، وقد لا يفارق ذهن الناقد والمتتبع لهذا الامر والموضوع مقدمات وعطاءات الفنانة المبدعة ”هناء مال الله“ لما لها من اسهامات وانجازات على مستوى العمل الفعلي وكذلك الجانب النقدي والجمالي، لما نحن في صدد الحديث عليه في تجربة”حنان الشندي“ اللافتة للبحث والتقييم بعد معاينة جادة وفاحصة لما قدمت في مشاركات ومعارض، اكدت صدق الاهتمام والتلويح والانتباه اليها بعد المعرض المشترك الذي اقامه مركز شبعاد لدراسات حرية المرأة التابع لجريدة الزمان تحت عنوان”مشهد بصري من بغداد“ على قاعة أثر في بغداد 2004 مع الفنانة”نادية فليح“ والفنان”علاء الدباغ“ كذلك معرض وزارة الثقافة من أور -بغداد واسهامات اخرى في معرض الفن العراقي المعاصر في دمشق واخيرا المعرض المشترك الذي اقامه المركز الثقافي الفرنسي في بغداد الذي حمل عنوان”ورقيات عراقية“ مع”نادية فليح“ ايضاً والفنان”سالم منهل زهرون“ على قاعة الدروبي في بغداد شباط 2006 ، ليضع النقاط على حروف هذه التجربة بكل محمولات وعيها ومثابرتها في تحقيق ذاتها عبر الرسم والتخطيط واستثمار حسن معرفتها بفن الكرافيك”الطباعة“ وتنوعات الكولاج”فن التلصيق“ ورهافة وحساسية استعمال الـ”آريربرش/ السبرية “ وتطويع كل ذلك لصالح عملها البحثي على سطح اللوحة خشبا كانت ام قماشا ام ورقة في اجراء تقني تنبئ عن مقدرات واستشعارات روحية ووجدانية قد يتلاشى فيها الانسان كوجود فيزيقي الا ان انفعالاته وذكرياته وعلاقات ما يترك يضيف لاعمال هذه الفنانة بعدا دراميا يتماهى او يتمظهر تبعا لروح وصدق الحالة واللحظة التي ينطلق منها العمل في فضاءات من الراحة والدعة تارة ومن العتمة وتوارد الاحزان وتثاقل اسباب الحياة في حياة لم تعد سهلة او مشرقة مثلما كانت ترسم حنان الطبيعة في اولى اشراقات وعيها البصري في مستهل تجربتها حيث يبدو اللون داكنا معتما في استحالات ما تريد ايصاله وهي تمارس التجريد تجديدا في مناخات ما كانت تتعامل مع المواضيع التي رسمت وانجزت من قبل بفعل توافر الاحساس وعمق الموهبة وسطوة اللون وبراءة ما تحمل من طاقة واحتدام راح يتوزع الآن وفق مشيئة المعرفة وتقادم الخبرة وبهذا التجانس وفهم المسؤولية الابداعية لقيمة العمل الفني في جو من التوتر والحزن والخوف ، كل هذا رصف عاطفة ووجدان”حنان الشندي“ باتجاه توريد مشاعرها ومواقفها الانسانية بفيض عامر بالنور والحنو والحرص على مستقبل ما سيأتي من ايام، تركت ظلالا كثيفة وشحنات قاتمة على مجمل ما انجزت الفنانة في بحر ايام المحنة لتؤكد مجددا ان المرأة ليست أداة معرفة حسب بل هي المعرفة بعينها، المعرفة التي لن ندركها”في اعتقاد اوكتافيوباث“ ابدا وحاصل جهلنا النهائي، انها السر الاسمى.
[endtext]
ومثلما يحتاج الفن الى عقل يحتاج الى القلب بوابة ومركز كل العواطف ومنجمها الابدي، علينا ايضا إعادة إدراك العمق او تحسسه كونه حالة من حالات الوعي في زيادة ذلك التراكم المعرفي، اذ لم يعد الفن تعبيرا وجدانيا محضاً بل هو ذلك التجانس النوعي في اشتراطات وحدات وعلاقة، تعدت السائد وعمقت لغة التحاور والتعبير في اسمى محافل ما ارادت ان تصل عليه الحداثة، وما سعى اليه الفن الحديث
عموما في توريد مقاصده ومغامرات من سار في حقل الغام التجريب وصولا فيما نحن عليه وضع قيم جمالية فنية احيت مجددا فضل ثراء البحث في عموم المعرفة وتزايد رصيد العلم والفن معا، سنحاول المثول دخولا في مسالك الرسم فحصا وتقيما منسجما مع ما ذهب اليه في مسك العصا ما بين العاطفة والعمق وما ستفصح عنه التجارب الواعية لدورها وواجبها الابداعي وهي تسقي جذورها من نبع الاحساس وبذلك الشعور الحضاري لقيمة وجودها على أرض وعينا وعمق ما تركت الحقب وتوالي الحضارات.
وفق شرط معاكس لقيمة العمل الفني الذي لم يعد منجزاً بل اثر يجتاز ويفوق المتوالد والمتعارف والسائد في زوايا النظر للموضوع، يقينا ان اللاشكلية هي اسم آخر للتجريد الذي سنمر عليه ونلامس جوهر محدداته ونحن نتابع محاولات تجربة تمتلك خواص ومقومات الاحتفاء بها وتقييم ابعاد مراميها بعد معاينة وفحص لعدة مستويات ومشاركات تنوء بادراك مسؤولية التقييم لما قدمت الفنانة التشكيلية ”حنان الشندي“ حين تجاوزت الحدود التي تكبل جمال الحياة ورعبها، المصير، الزمن، الجمال، الحب، نحو المطلق في كل هذه القيم والمفاهيم، اردت مدخلا ، نهاية ما توصلت اليه”حنان“ أعني التجريد ومهارات اللعب الحاذق على السطح التصويري، اللعب ليس بما يوازي المكر او الخداع، بل اجراءات الكشف عن فضائل المعتم وتحريك السكون بذلك الجمال النابع من لغة الحوار العميق مع الذات والوجود”المهم ان نضع الجمال لا ان نفهمه“ يزيد هذا القول الاقرب من جنون الشعر الى الحكمة من وهج الجمال اكثر لكي يعاني سلطة السحر الحلال، على اعتبار الجمال وعداً بالسعادة كما يدعي”ستندال“، ولكي افرغ تهمة اعتناء المرأة بالجمال الكاذب والتزويقي في طرح معاملات ارتباطها بالفن، رسما لكني اجد العودة مدخلا آخر لبدايات ما رسمت الفنانة ”بكالوريوس كلية الفنون الجميلة/بغداد“ وأعني الطبيعة منجم ذلك التحاور مع الموجودات وتوارد هذا الخلق الرباني على جسد وعمق اعماق الارض، يقف الرسم لدى حنان الشندي مرهونا بتطويع خامات الوعي لقابلياتها وصدق محتويات موهبتها الى جوهر ذلك السحر والحنو والكرم والبذل والسخاء الذي تعطيه لنا أمنا الطبيعة، ينسى الناس كما يقول”بيكاسو“:”ان كل شيء فريد فالطبيعة لا تنتج الشيء ذاته مرتين“ بفهم عمق كهذا وإعادة التلويح بأن الاخلاص دائما يتخطى العقبات، فضلا عن كون التجسيد قد يعدل عملية نسخ حق الشيء وينطبق هذا كما تقول بعض الدراسات على الفن البدائي، اذ انه ليس تجسيدا بل هو بديل عن الشيء المجسد، او كما كان ولع الفنانين الواقعيين في رسمهم وفهمهم للواقع، لكن كما يذهب احدهم بالقول - على طريقة الرجل الصيني الذي قال:”انني لا اقلد الطبيعة بل اعمل كما تعمل“ إن شجرة واحدة مثلا نتفحصها هياما بقدرة ومعجزة الخلق والالق توجز كل خلاصات الجمال الاخرى وتجاوراتها، فكيف بالوصول والهيام والفحص الى رحم الارض وما تعطي، لقد شغلت الطبيعة وشيدت منها ”حنان الشندي“ اولى لبنات وعيها التشكيلي باعلان موهبتها لبواكير الاشياء واتخذت منها ممرا اوليا وتمرينا نحو عالم الخط واللون، والظل والضوء وما ينتج عنهما من صراع احتفالي، بتنامي غريزة البحث عن مرامي البحث وأهمية الرسم الاكاديمي بكل حسابات النسب وحسبان ما يجب ان يكون عليه الشكل منفذا بالزيت او الاكريلك او الالوان المائية واية مادة اخرى تحلم بان تتحول الى اثر او عمل فني، ومع تطلعات الفنانة الشندي / تولد بغداد 1971 كانت مع المؤسسين لجماعة الحس المشترك للفنون واسهمت باعمال متقدمة في معرض الفنانين الشباب / قاعة حافظ الدروبي- بغداد ومعرض جمال الطبيعة الاول في ذات القاعة احتفاءً بذكرى رحيل الفنان الاستاذ المبدع محمد صبري كذلك معرض جماعة الطبيعة على قاعة زاموا- السليمانية عام 2003 ومعرض حس انساني بالتعاون مع منظمة حقوق الانسان على قاعة اسفار في بغداد وقبلها المعرض التأسيسي للحس المشترك للفنون، احاول هنا الوقوف على مفصل هذ التنامي قبل الدخول بدخول هذه الفنانة عالم التجريب كونها اسست خطوات جادة للخروج من اطر الاشياء المألوفة في الرسم بحثا عن تميز وخصوصية ارتسمت نحو ما كانت تبغي من تجديد وتأكيد عبر مراس ومحاولات قراءة وتدريب ترادف بالتخطيط ، بالمناورة مع كل مقتربات الرسم، واستشمار كل طاقات الورقة البيضاء وهي تشترط الوحدة مع نفسها عاملا مساندا واستظهار مكامن تجربتها مع رهط من الفنانين الذين استهواهم العمل واللعب الماكر مع السطح في استثمار موجودات المحيط، كما فعل من قبل رائد هذا الاتجاه في العراق الراحل الكبير”شاكر حسن آل سعيد“ لقد كانت مثابات البداية لدى حنان كما اشرنا هياما بسحر الطبيعة وجماليات المكان ولتعبر قناطر ذلك الاهتمام نحو التجريد والتجريب اللذين اغويا ملكاتها وطوق عاطفتها نحو خلاصات روح المادة وجوهر الاشياء، امتثالا واعيا لما يصبو اليه التجريب ونزوعه بالخروج من التقاليد الفنية المألوفة والرغبة في ارتياد آفاق بكر واستكشاف عوالم مجهولة لم يطأها احد من قبل، كيف استهوت الفنانة هذه العوالم وامتحنت مهاراتها ومديات مخيلتها خاصة وان للمرأة في خارطة التشكيل العراقي حظا قليلا في الدخول الى مغامرات وافلاك هذا الاتجاه المحيطي في الرسم، وقد لا يفارق ذهن الناقد والمتتبع لهذا الامر والموضوع مقدمات وعطاءات الفنانة المبدعة ”هناء مال الله“ لما لها من اسهامات وانجازات على مستوى العمل الفعلي وكذلك الجانب النقدي والجمالي، لما نحن في صدد الحديث عليه في تجربة”حنان الشندي“ اللافتة للبحث والتقييم بعد معاينة جادة وفاحصة لما قدمت في مشاركات ومعارض، اكدت صدق الاهتمام والتلويح والانتباه اليها بعد المعرض المشترك الذي اقامه مركز شبعاد لدراسات حرية المرأة التابع لجريدة الزمان تحت عنوان”مشهد بصري من بغداد“ على قاعة أثر في بغداد 2004 مع الفنانة”نادية فليح“ والفنان”علاء الدباغ“ كذلك معرض وزارة الثقافة من أور -بغداد واسهامات اخرى في معرض الفن العراقي المعاصر في دمشق واخيرا المعرض المشترك الذي اقامه المركز الثقافي الفرنسي في بغداد الذي حمل عنوان”ورقيات عراقية“ مع”نادية فليح“ ايضاً والفنان”سالم منهل زهرون“ على قاعة الدروبي في بغداد شباط 2006 ، ليضع النقاط على حروف هذه التجربة بكل محمولات وعيها ومثابرتها في تحقيق ذاتها عبر الرسم والتخطيط واستثمار حسن معرفتها بفن الكرافيك”الطباعة“ وتنوعات الكولاج”فن التلصيق“ ورهافة وحساسية استعمال الـ”آريربرش/ السبرية “ وتطويع كل ذلك لصالح عملها البحثي على سطح اللوحة خشبا كانت ام قماشا ام ورقة في اجراء تقني تنبئ عن مقدرات واستشعارات روحية ووجدانية قد يتلاشى فيها الانسان كوجود فيزيقي الا ان انفعالاته وذكرياته وعلاقات ما يترك يضيف لاعمال هذه الفنانة بعدا دراميا يتماهى او يتمظهر تبعا لروح وصدق الحالة واللحظة التي ينطلق منها العمل في فضاءات من الراحة والدعة تارة ومن العتمة وتوارد الاحزان وتثاقل اسباب الحياة في حياة لم تعد سهلة او مشرقة مثلما كانت ترسم حنان الطبيعة في اولى اشراقات وعيها البصري في مستهل تجربتها حيث يبدو اللون داكنا معتما في استحالات ما تريد ايصاله وهي تمارس التجريد تجديدا في مناخات ما كانت تتعامل مع المواضيع التي رسمت وانجزت من قبل بفعل توافر الاحساس وعمق الموهبة وسطوة اللون وبراءة ما تحمل من طاقة واحتدام راح يتوزع الآن وفق مشيئة المعرفة وتقادم الخبرة وبهذا التجانس وفهم المسؤولية الابداعية لقيمة العمل الفني في جو من التوتر والحزن والخوف ، كل هذا رصف عاطفة ووجدان”حنان الشندي“ باتجاه توريد مشاعرها ومواقفها الانسانية بفيض عامر بالنور والحنو والحرص على مستقبل ما سيأتي من ايام، تركت ظلالا كثيفة وشحنات قاتمة على مجمل ما انجزت الفنانة في بحر ايام المحنة لتؤكد مجددا ان المرأة ليست أداة معرفة حسب بل هي المعرفة بعينها، المعرفة التي لن ندركها”في اعتقاد اوكتافيوباث“ ابدا وحاصل جهلنا النهائي، انها السر الاسمى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق